تحت عنوان “طه حسين عقبة كبيرة على طريق التاريخ” كتب فتحي غانم مقالته في مجلة “آخر ساعة” بتاريخ 7 يوليو 1954 أكد فيها أن “طه حسين لا يعرف كيف كتابة قصة قصيرة ، وهي حقيقة يجب الإشارة إليها وتوضيحها ، لأن طه حسين كان له تأثير قوي وعميق على كل من عالج الأدب بأشكاله وألوانه المختلفة ، في مصر أو في الشرق العربي.
ويضيف فتحي غانم: “لو بقي كتّاب القصة القصيرة متأثرين بأسلوب طه حسين وطريقته في كتابة التاريخ كما كتبه في كتاب” معذبو الأرض “، على سبيل المثال ، لكان ذوقنا الأدب وحساسيتنا الفنية قد تراجعت. ، ولم نكن قادرين على تزويد القراء بسرد قوي على الإطلاق.
يقول: “طه حسين مسؤول عن مثل هذه القصص عن كارثة مصر في القصص القصيرة ، وهو مسؤول بلغته البعيدة عن قصصنا عن الواقع المعيش”.
ويشير فتحي غانم إلى أن الناقد عليه أن يخوض مغامرات شبيهة بمغامرات شارلوك هولمز أو أرسين لوبين ، من أجل تحقيق ما هو فن فيما يكتب طه حسين القصص ، ويقتبس ما قاله طه حسين: “أنا لا أحاول أن أضع قصته وإخضاعها لما يجب أن تخضع له. التاريخ من أصول الفن ، كما رسمه النقد ، ولو كنت أكتب التاريخ لما ألزمت نفسي بالخضوع لهذه المبادئ ، لأني لا أؤمن بها ، فأنا لا أوافق أو لا أوافق فيه ، وأنا لا أعترف أن النقاد أيا كانوا يستطيعون أن يرسموا لي القواعد والقوانين مهما كانت ، وأنا لا أقبل القارئ مهما كانت درجته العالية أن يدخل إليّ. وما أحب بيعه هو المحادثة.
يعلق فتحي غانم على ذلك بقوله: “هذا الكلام غطرسة صريحة وغطرسة قبيحة وفوق كل شيء فوضى وخسارة. إنه يتجاوز حدود الأدب – أعني الفن – وليس له الحرية في تجاهله. النقد ، وليس له الحرية في عدم احترام عقول القراء ، إلا إذا أراد أن يقول: أنا طه حسين ، وكل الكلمات التي أقولها أو أنشرها ، سيقرأها الناس بإعجاب ودهشة وقناعة ، أي كتاب أو مقال يحمل اسمي ، وسيقبله القراء بإيمان أعمى وخضوع شائن.
في مقالته “أصداء” ، يرد طه حسين على من يرونه عقبة في طريق التاريخ ، ويسأل كيف تنشأ هذه العقبة ، والأصل أن من لا يجيد الفنون ليسوا عقبة في طريق الإحسان لهذا الفن ، لكن أولئك الذين يصنعون الفن يمر عليهم بكرامة ، فهم لا يهتمون ولا يقفون عندما يكون فنهم سيئًا للغاية ، ويقول إنه لا يريد أن يكون عقبة ، فماذا؟ للقيام بذلك ، يمتنع عن الكتابة ، ولكن “من لديه القوة لإجبار شخص ما على الصمت أو منعه من الكتابة؟
يواصل طه حسين رده بالقول: أود أن أفرح هؤلاء الكتاب الشرفاء من شبابنا ، وأؤكد لهم بصدق أنني لم أصدق أبداً أنني كاتب مجيد ، ولم أصدق أبداً أنني كاتب ممتاز ، ولم أصدق أبداً فهمت هذا اللقب الذي أعطي لي فجأة وبدون وجه وبدون تواطؤ. أولئك الذين أعطوني إياه دعوني عميد الأدب العربي.
في رده يشير العميد إلى من يحيونه ومن يهاجمه قائلاً: “أنا أعلم مواضع نقص في نفسي أشياء قد لا يعرفها من يمدحني. قرأت تهجئتها ، واستفدت منها أولاً ، وأشكر الله على الرفاه بعد ذلك.
ويضيف: “فليغضب مني أي من الكتاب الصغار والكبار ، فلن يكون غضبي عليّ أعظم من غضبي على نفسي”.
المصدر: www.alkhaleej.ae